~ ~ كـذبـة إبـريـل.. الـثـلاثـاء 1/4/2008 ~ ~

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، محمد
بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه
ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ،
وإن العبد ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا) متفق عليه

كـــــــــذبـــــــــــــــــة إبــــــــــــــريــل ، نــيـــســــان

تنطلق عبارات الدهشة على لسان الشخص عندما يفاجأ بخبر غريب أو قصة غريبة !!!
كحصول حادث لقريب أو فضيحة لقريبة ، فكم من إنسان لم يتحمل الخبر ومات على الفور ،
ومن كانت أعصابه من حديد وبدأ يتحرى الأمر فوجئ بأن صاحبه الذي اخبره الخبر يضحك
ويضحك ويقول : ( أنت ما تدري أنك بشهر إبريل ) ؟؟

فما معنى هذا ؟؟ هل الذي يكتب في شهر إبريل لا يحاسبه الله ؟ أم أن شهر إبريل ليس من أيام الله ؟؟

لقد توعد ديننا الحنيف الكاذبين وبين مصيرهم وعاقبة أمرهم في كثير من الآيات والأحاديث ولم
يفرق بين كذبة إبريل وغيرها .

فـتوعد الكاذبين بالعذاب الأليم فـي قـوله تعالى {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} البقرة 10 .

وتـوعدهم أيضاً بـعدم الفلاح والنجاح وذلك فـي قـوله تعالى {إن الذين يفترون على الله الكذب
لا يفلحون} النحل 116 .

وتـوعدهم أيضاً باللعنة وهو الطرد من رحمته وذلك في قوله {فنجعل لعنة الله على الكاذبين}
آل عمران 61 .

- ولا يوجد شيء أسمة كذب أبيض أو كذبة بيضاء !! وكل هذه المسميات أخذوها بعض ضعاف
النفوس مطية لتمرير كذبهم على الناس .

تـعـريـف الـكـذب

والكذب هو إخبار الشيء خلاف ما هو عليه وقد يكون في الماضي كأن يقول فعلت وهو لم يفعل
، وقد يكون في المستقبل كأن يقول سأفعل وليس في نيته أن يفعل .

والكذب لا يجوز فـي جد ولا هزل بل كله خلق مذموم إلا مـا دعت إليه الضرورة كالكذب لإنقاذ
معصوم الدم من قاتل أو لتحصين مال من غاصب ، أو للإصلاح بين الناس .

والـكـذب له مـسـاوئ كـثـيـرة ومـن ذلـك :

1- الكذب من خصال المنافقين .
2- مـن تكرر منه الكذب حتى صـار عادة يكتب عند الله فـي صحائف الكذابين ، وهذا من أقبح
وأشنع ما يكون ، فالمرء لا يرضى أن يصنف من قبل أهله وأصحابه في قائمة الكذابين ، فكيف
يرضى أن يكون عند خالقة كذلك ؟
3- الكاذب مردود الشهادة .
4- الكاذب قد يرد صدقة ، لأن الناس لا يثقون بكلامه .

الأصـل الـتـاريـخـي لـكـذبـة إبـريـل :

وأما كذبة إبريل فلم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك آراء مختلفة في ذلك :

فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع عند تعادل الليل والنهار في 21 من شهر آذار ..

ويرى بعضهم أن هذه البدعة نشأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد ، وغيرها..

ما هي نتيجة كذبة إبريل ... ؟؟

لهذه الكذبة عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ، وكم جرت هذه الكذبة على
الناس من ويلات ومصائب بين الأخوة وبين البيت الواحد ، وكم عطلت على الناس من مصالح
نتيجة ذلك ، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك ، وكل هذا بسبب التقليد الأعمى
للكفار والبعد عن تعاليم الإسلام .

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابة .. ؟

النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح مع أصحابة ولا يقول في مزاحة إلا حقاً .

وهذا المزح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فوائد كثيرة ومنها : تطييب نفوس
الصحابة ، وتوثيق المحبة ، وزيادة الألفة ، وتجديد النشاط والمثابرة ، ويرشد إلى ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم
الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظله ساعة وساعة) روه مسلم

ومـن الـوسـائـل الـعـيـنـة للـتـخـلـص مـن الـكـذب :

1- الاستعانة بالله تعالى ، ودعاؤه أن يخلصه من هذا الداء الخطير .
2- استشعار سوء خاتمة الكذب بأن يكتب عند الله في صحائف الكاذبين .
3- مراقبة الله ، ومراقبة الملائكة ، وأنها تكتب عليه كل شيء .
4- معرفة أن الكذب قد يؤدي به إلى أن لا تقبل منه جميع أقواله في المستقبل ، وأن يسقط في
أعين الناس .
5- تصوره أن النجاة الحقيقية في الصدق ، سواء في الدنيا أو الآخرة .
6- أن يجتنب ما يدعوه إلى الكذب ، من ذلك فعل القبيح الذي يدعوه إلى الاعتذار كاذباً ،
وكثرة المواعيد التي تدعوه للإخلاف ، ومجاراة الأصدقاء الكاذبين .