Kuwaiti v.i.p ~•·الــمــديــر الــعــام·•~
عدد الرسائل : 832 العمر : 40 البلد : Kuwait الوظيفة : تــاجــر البلد : السٌّمعَة : 0 نقاط : 600 تاريخ التسجيل : 03/03/2008
| موضوع: ثقافة الشباب المعاصر.. بين عولمة التعليم وتعليم العولمة الأربعاء أبريل 09, 2008 5:19 am | |
| ثقافة الشباب المعاصر.. بين عولمة التعليم وتعليم العولمة
يتحدث الناس عن العولمة بوصفها مفهوماً يحمل أوجهاً مختلفة، منها الثقافي والاقتصادي والإعلامي والسياسي والعسكري وغير ذلك. وهي في الأصل اللغوي تعني (Globalization) أي: تعميم الشيء أو المفهوم أو القيمة أو السلعة أو الموقف وتوسيع دائرته ودائرة تأثيره لتشمل كل الكرة الأرضية. وهي بذلك تعمل على توحيد الأفكار والقيم وأنماط السلوك والاستهلاك وأساليب التفكير بين مختلف شعوب العالم، ووسيلتها بذلك سرعة انتقال المعلومات وكثافتها لدرجة بات فيها العالم قرية كونية. أما الثقافة فهي مفردة ذات مفهوم عام، وما يهمنا هنا هو مفهومها عند دعاة تصديرها وعولمتها، أو بتعبير أدق عند من يملك الآلة المادية لتصديرها وفرضها. فكلمة (Culture) التي تترجم إلى العربية على أنها الثقافة والتهذيب، قد يعطونها أحياناً معنى الحضارة، ومن مشتقاتها ((cultivation ومعناها: تعهد، تهذيب، رعاية. فهل تقوم العولمة بخدمة الثقافة بمعناها الحقيقي؟ يجزم دعاة العولمة أنه ليس من واجبهم أو من واجب المؤسسات أو الشركات العابرة للقومياتـ وهي إحدى أهم تجليات العولمة ــ نشر الثقافة أو المعرفة أو الابتكار أو الاختراع الذي توصلت إليه. بل إن شغلها الشاغل، عبر استغلال نفوذ الإعلام وتطوره المذهل، هو تصدير الدعاية لاستهلاك تلك المبتكرات العلمية، إضافة لثقافات أخرى تراها الشركات المصدرة حريات تفخر بعرضها، وأفكاراً من واجبها الدعوة إليها، بقصد تغيير فكر الآخر وثقافته. فلنتأمل شباب الخليج العربي، على سبيل المثال لا الحصر، إذ هم يملكون أكثر من غيرهم القدرة على استهلاك سلع العولمة وقيمها نتيجة الوفرة المالية بحكم الطفرات النفطية المتتالية، فهل جعلت منهم العولمة رجالاً يحاكون(توماس أديسون) في المثابرة والتحصيل، أو يسيرون على ُخطا (آينشتاين) في البحث والتأصيل؟ أم جعلتهم يلهثون وراء أحدث المنتجات الاستهلاكية؛ من حمى امتلاك أحدث موبايل إلى الهوس بأحدث موديلات السيارات الفارهة؟! لكن في المقابل ومع ازدياد فعالية طرق الاتصال, فإنَّ الدول التي كانت معزولة بفعل صعوبة الاتصالات ونقص المعرفة أصبح من السهل عليها الحصول على المعلومات والاتِّصال والقيام بالأعمال إلكترونيّاً. فلم تعد الجامعات التقليديّة وحدها المصدر للتعليم, بل ظهرت جامعات جديدة تعلم بكفاءة أعلى، وفي برامج وموضوعات لها علاقة باحتياجات سوق العمل، وخاصة في ظل محاولة الحكومات خفض الإنفاق على التعليم والسماح لعامل السوق بحرية العمل، فتحوّل التعليم من سلعة عامة أي خدمة عامة، إلى خدمة عن طريق السوق تحكمها قوى العرض والطلب. إلا أن العولمة تستطيع، بمساعدة حكومات البلدان النامية، الإفادة من مخرجات التعليم العالي؛ ففي سورية مثلاً هناك عدد كبير من خريجي الجامعات ولكن لا توجد لهم وظائف في سوق العمل. ربما تكمن إحدى وسائل المعالجة في المثال التالي: كثيراً ما كنتُ أصادف في دبي هنوداً يعملون في اختصاصات معينة كانوا قد دخلوا الجامعات في بلدهم الهند وتخرجوا منها بنية العمل في هذا التخصص في دبي حصراً، وهو ما يُدلّل على ضرورة إقامة تخصُّصات مستقبليّة لا تستهدف احتياجات السوق المحلي فقط، وإنما تتلاءم مع احتياجات السوق العالمي. فالتوليف بين العولمة والتعليم العالي سوف يعزِّز الفرص لحياة أفضل. والمثال الهندي خير دليل؛ فقد استفاد هذا البلد من العولمة عن طريق بناء صناعة هندسة البرمجيَّات؛( وادي السيليكون في بنكالور), وتدريب مهندسين في البرمجيَّات, وإقامة صناعات خدميّة وشركات ومشاريع وفَّرت فرص عمل لنحو 80 ألف شخص في صناعة التكنولوجيا العالمية; وهي إنتاج أكثر من 100 جامعة مثل (أي.بي.إم), وإنتل, وميكروسوفت, وأوراكل, لها مراكز تطوير وارتباطات مع مصانع محليّة تستفيد من خريجيها. أما سنغافورة فتواصل انشغالها بتحسين مستوى أدائها في مادة الرياضيات, قبل أن يلحق بها الآخرون, مع العلم بأنها تحتل موقعاً عالمياً متقدماً في هذه المادة. إلى ذلك تكابد الولايات المتحدة من أجل تحسين مستوى أداء طلابها وتلاميذها في الفصول الدراسية من مرحلة التعليم ما قبل المدرسي إلى المرحلة الثانوية العليا, تحديداً في مادتي الرياضيات والعلوم . إن أجهزة الكمبيوتر وكبلات الألياف البصرية وشبكة الإنترنت, قد وسعت نطاق النشاط الاقتصادي العالمي, خالقة بذلك منبراً دولياً بوسع الجميع الصعود عليه، وهو ما يفسر هذا القلق العالمي الكبير على التعليم. فبموجب هذه التكنولوجيا, أصبح تدفق الرأسمال أسرع من أي وقت مضى, إذ يستطيع الوصول إلى الموهبة والابتكار الخلاق المنتج أينما كانا, وبسرعة فائقة. وبما أن الولوج إلى هذا المنبر التكنولوجي الدولي, قد أصبح متاحاً أمام الكل، فإن الموهبة الإنسانية, تصبح هي الأداة الرافعة الوحيدة في عصر عولمة التكنولوجيا. قال الكاتب الأمريكي المعروف (توماس فريدمان) ذات مرة: إن العولمة هي أشبه بقطعة بيتزا يضع عليها كل بلد في العالم بعض المكونات من إنتاجه المحلي: فالهندي يضع عليها مثلاً البهارات الحارة، والأمريكي يضع عليها السجق، والإيطالي يضع عليها الزيتون. بمعنى أن بإمكان كل بلد أن تكون له مساهمته في العولمة، مساهمة ً تنبع من تخصصه وتميزه في مجال معين. غير أن الحاصل فعلياً هو أن خيارات دعاة العولمة الجديدة محدودة، فإما أن تكون ملحقاً بهم، وإما أن تكون مختلفاً عنهم، فإن كنتَ الثاني فأنتَ حضارة أخرى تجري عليك نظرية (صراع الحضارات) التي ُأعدتْ في (الكابيتول هول)، وروج لها (صموئيل هنتنجتون) في كتابه الشهير، وحلم بنتيجتها (فرانسيس فوكوياما) بـ (نهاية التاريخ) ووصول (إنسانه) الحالي؛ (الأخير)، بثقافته المعولمة، إلى أعلى درجة من سلم النشوء والارتقاء
| |
|