Kuwaiti v.i.p ~•·الــمــديــر الــعــام·•~
عدد الرسائل : 832 العمر : 40 البلد : Kuwait الوظيفة : تــاجــر البلد : السٌّمعَة : 0 نقاط : 600 تاريخ التسجيل : 03/03/2008
| موضوع: الحاضرون رغم غيابهم ...!!! الإثنين أبريل 21, 2008 2:21 pm | |
| تبرز بين أونة وأخرى أسماء لشخصيا تحدث وهجا حين ظهورها في أي مكان وبريقا
وبريقا حين حضورها على أي صعيد لكن ذلك الوهج وهذا البريق لا يلبثان أن يتضاءلا
حتى يتلاشا نهائيا ويغيبا عن ذاكرة الناس وضمور هذا الألق يرجع إلى أسباب منها أن تلك
الشخصيات لا تملك من الجدية في تنفيذ العمل ما يتيح لها الإستمرار فانحسرت عنها الأضوء
أو أن يكون مشروعها مجرد وسيلة للوصول إلى هدف بعينه فإذا تحقق هذا الهدف توارى
صاحبه في الظل غير عابئ بالأضواء أو أن يكون الهدف في الأساس هو البحث عن الشهرة
والبريق الإعلامي دون مقومات تتيح لذلك البريق الإستمرار أو الصمود أمام التحديات
وبإستعراض هذة الحالات السلبية نكتشف السر الذي يضمن التألق لبعض الشخصيات وهي
في مجالات مختلفة وأبرز أولويات هذا السر هو الإصرار والشجاعة والقدرة على إنجاز العمل
بأعلى درجة من الإتقان وتحمل المسئوليات المترتبة على ذلك العمل بكل إيجابياته وسلبياته
والوعي بأهمية العمل الهادف للمصلحة العامة مع توفر الأدوات التى تتيح إنجاز ذلك العمل
على أفضل وجه حتى لا يتعذر العمل الجاد في غياب أدوات التنفيذ .
لكن المؤسف أن يطال هذا النسيان أناسا أفنوا أعمارهم في خدمة المجتمع وقدموا له الكثير
في وقت عز فيه فيه العطاء وندرت الكفاءات يوم كانت الأيام مدلهمة والليالي حالكة السواد
حتى إذا أنفرجت أسارير الزمن أصبحت تلك التضحيات نسيا منسيا وأصبح أصحابها في عالم
النسيان لا يلتفت إليهم أحد ولا يسأل عنهم من كان بالأمس تابعا يلتمس منهم العطف والشفقة
وسبحان مغير الأحوال وحتى لا تتفشى هذة الظاهرة وترمى بغيومها السود لدى الأجيال
القادمة وما يعنيه ذلك من تنكر لجهود من أعطوا فأجادوا العطاء وعملوا فاحسنوا العمل
لا بد من تدارك هذة الحالات من النسيان التى تجتاح بعض المجتمعات كالأمراض المستعصية
والأوبئة الخبيثة خاصة مجتمع ( كان ) ديدنه الوفاء وسمته الإعتراف بالجميل لأهله وطبع
أفراده إرجاع المعروف لأهل المعروف ولو بحثنا في سجلات الوعي لوجدنا أعداد لا حصر
لها من الأسماء التى لا تليق أن تغيب عن ذاكرة الأيام والناس وإن غابت عن الحياة فالحياة
الحقيقية هي أعمالهم التى يستمدون منها البقاء في ذاكرة الأيام والناس . الإعتراف لمن
أعطوا بتقدير عطاءاتهم هو دليل التحضر لذلك فإن معظم الشعوب تحي ذكرى أبنائها الذين
سجلوا عملا بارزا في أي ميدان من ميادين العمل على إختلاف مجالات العمل وتنوعها
بإختلاف أنواع النشاط الإنساني والجهد البشري في أي مكان أو أي زمان ومن ينسى من سبقوه
سيجد من ينساه بعد ذلك عندما تختفي عادة إرجاع الفضل لأهله وبالمقابل فإن من يعترف للناس
بفضلهم سيجد حتما من يعترف بفضله فهو قد سن سنة حميدة لاتنسى بين الناس الأوفياء
لغيرهم بقدر وفائهم لأنفسهم وما الإعتراف بجهود الغير إلا نوعا من الوفاء الجميل الذي يحفظ
لهم مكانتهم وفضلهم على غيرهم وبمثل هذا الوفاء لا يغيب المخلصون عن الذاكرة بل
يظلون كالنجوم الساطعة في ذاكرة الناس والمتألقة في فضاءات التاريخ الواسعة .
أن ننسى التاريخ فتلك كارثة لكن الكارثة الأكبر أن ننسى من صنعوا هذا التاريخ أولئك
الغائبون بأجسادهم والحاضرون بإنجازاتهم التى يستفيد منه جمع الناس أين ما كانوا
ولإي أي زمان وجدوا .
.... من إختياري....
تعليق :-
إن ما نشاهده اليوم من تنكر لكل ما أنجز الإنسان العربي بالذات لهو مما يحز في
النفس ويبعث فيها الأسى على الواقع المرير المعاش للعقول المبدعة التى كانت ولا
زالت تثري مجتمعاتنا بكل ما هو خير للبشرية جمعاء لا أدري أهو طبع فينا نحن أمة
العرب إذ ما نراه من الغرب هو العكس فهو التكريم لكل من ساهم في حضارتهم بأي
شئ يساهم إضافة جديد لديهم ونحن نسمع ونشاهد ذلك أمام أعيننا والعكس صحيح ما
نراه في مجتمعاتنا العربية إلا من رحم ربي وتلك ما أنست أجيالنا الحالية معنى الإنتماء
الإسلامي والعربي والفكري لكل ما هو قيم لدينا أنتجته عقول كافحت وأبدعت وتلك
مصيبة معاشة لا نعرف متى ينصلح حالنا معها والله المستعان. | |
|