الجنوس.. صوت انتخابي رجالي أم نسائي أم لا صوت؟

المرشح الذي يتبنى قضاياهم هل حقا «بايع عمره»؟
الجنوس.. صوت انتخابي رجالي أم نسائي أم لا صوت؟

كتب عبدالعزيز الجناحي:

مع اقتراب يوم انتخابات مجلس الامة المقبل الذي يختار فيه المواطنون ممثليهم ليعملوا على حل مشاكل وقضايا البلاد، بدأ المرشحون من الرجال بزيارة الناخبين لايصال رسالتهم واقناعهم برؤيتهم وآمالهم في الوقت الذي بدأت فيه المرشحات أيضا باقامة اللقاءات وعقد الاجتماعات مع الناخبين والناخبات ليثبتن وجودهن في الساحة الانتخابية السياسية، ولكن بين هذا وذاك تظهر شريحة اخرى من (البشر) لهم حقوقهم ومشاكلهم وقضاياهم لكنهم مترددون إلى درجة انهم لا يعرفون من المرشح (اللي بايع عمره) الذي سيتبنى قضاياهم، هذه الشريحة التي يعتبر يوم الانتخابات لمجلس الأمة يوما محرجا لها هم شريحة المتشبهين بالنساء أو كما يطلق عليهم بالكويتي (الجنوس) الذين لا هدف لهم في الحياة ويستنكرهم الشعب الكويتي المحافظ على عاداته وتقاليده الاسلامية، لكن وللاسف (الجنس) الكويتي له تاريخ في بلادنا وذلك عندما كان رجال الامن (يقرعونه) عند القبض عليه في السبعينيات إلى ان انقلبت الاحوال أخيرا وأصبح للجنس كلمة واصبح فخورا كونه شاذاً عن طبيعة البشر بمساندة كبيرة من منظمة (هيومن رايتس ووتش) التي تركت قضايا الدنيا ومشاكلها والتفتت لجنوس الكويت ليدافعوا عن حقوقهم بشكل مستميت اخذا بمبدأ التسامح، حيث تزامن ظهور الحملة الاعلامية الشرسة لهذه المنظمة مع تشكيل لجنة الظواهر السلبية المؤقتة في مجلس الأمة.

وفي هذا الوقت الذي تكثر فيه الندوات الانتخابية وزيارات المرشحين للدواوين لتبادل الآراء والتعبير عن الرأي يتساءل (الجنوس) هل هناك مرشح سيدعم قضاياهم ويدافع عن حرياتهم التي تخالف الدين في دولة دينها الاسلام؟ وان لم يكن هناك مرشح يدعم قضاياهم فهل سيعجب الجنوس بمرشح معين لحنكته السياسية ومواقفه الحكيمة في المجلس أم لجماله وحسن مظهره؟ وعندما ينتهي (الجنوس) من الاقتناع بالمرشح الفلاني سيواجهون المرحلة الاصعب، وهي كيفية الذهاب لمكان تصويت الرجال دون ان يكتشفهم رجال الامن، فالجنوس مميزون عن غيرهم من خلال مشيتهم (المايعة) وملابسهم الملونة والضيقة مع بعض الالوان ومساحيق التجميل على وجوههم والتي ستؤدي بالنهاية إلى (حكرهم) في الحبس، فهل سيتخفى الجنوس عن رجال الأمن باستخدام الدشداشة و(البيرم)، واذا تعدوا مرحلة رجال الأمن هل سيتحمل الجنس الوقوف في طابور الرجال تحت الشمس بانتظار التصويت أم سيكون على جنب؟ واذا تعدى الجنس كل هذه المراحل سيصل إلى المرحلة الاخيرة والتي فيها هذا السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيسمح القاضي للجنس الثالث بالتصويت لانتخابات مجلس الامة التزاما بدستور دولة الكويت الذي يؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة كما نصت المادة 29 أم سيمنعه من التصويت التزاما بالقانون الذي صدر من لجنة مكافحة (الجنوس)؟

وفي هذا السياق قال مدير إدارة الانتخابات علي مراد ان الجنوس بالنهاية مواطنون كويتيون يحق لهم التصويت والمشاركة في العمل السياسي أيا كان مبينا ان رئيس اللجنة هو الذي يسمح أو يمنع الناخب من التصويت وفق قوانين واحكام مضيفا ان في حال وجود اسمه في الجداول الانتخابية للتصويت فسيكون له حق في التصويت دون أي تدخل من أي احد مؤكدا ان إدارة الانتخابات ليس لها علاقة بهذا الموضوع.

من جانبه قال الاستشاري النفسي الدكتور كاظم ابل انه يجب ان يفرق المجتمع الكويتي بين المريض والشاذ مبينا ان ظاهرة الجنوس ما هي إلا عدد من المرضى مؤكدا انه تم اجراء عدد من الدراسات والبحوث التي بينت انهم يعاونون من مرض نشأ معهم بالفطرة مضيفا انه يحق لهم التصويت كونهم مواطنوون كويتيون.

وقال ابل ان ما قام به النواب من تأسيس لجنة لمحاربة الظواهر السلبية جاء بلا أي دراسة أو بحوث وكانت وفق تخيلاتهم وآرائهم الشخصية لتحديد ما هو سلبي وايجابي مضيفا ان هذه الشريحة من المجتمع يعانون من الاكتئاب النفسي بسبب نظرة المجتمع لهم مؤكدا ان تصويتهم في الانتخابات لا يوجد فيه أي شيء خاطئ.

تاريخ النشر 22/04/2009